سقط الطاغي الديكتاتورالمجرم.
أشعر أنني عاجزة عن التعبير عن مشاعري. في كل زاوية ألتفت إليها، أجد قصة مفعمة بالحزن والألم الذي يتجاوز قدرة العقل البشري على تحمله. مع كل نص أقرؤه، اكتشف وحشية الجرائم التي وقعت في السجون. حسبي الله ونعم الوكيل.
نظرات المعتقلين تطاردني في خيالي، تلاحقني في أيامي وفي كل ثانية من حياتي. كيف لي أن أعيش الحرية، بينما هناك شعبٌ لا يبعد عني سوى بضعة الكيلومترات يعيش، أو بالأحرى يُجبر على العيش، تحت الذل والقهر، في ظل صورة الأسد ومثاليته الزائفة أمام شعوب العالم.
كيف لي، وأنا أملك حرية التعبير، أن أصف الكراهية التي تملأ قلبي؟ هذا الحقد الأسود الذي يتأجج بداخلي كلما فكرت أن عقلاً بشريًا يمكن أن يرتكب أفظع الجرائم وينكرها بكل وقاحة.
كبرت وترعرعت على حب القضية العربية، فكل دولة عربية هي وطن لي. نشأت وأنا أحظى بأصدقاء من أصول سورية، وكنت أسمع وجعهم وأشعر بمعاناتهم منذ طفولتي. واليوم، ها نحن معًا نحتفل بنهاية حقبة مظلمة، والحمد لله على هذا الفرج العظيم.
الحمد لله على وجود يوم الحساب، لأنه لا يمكن للقاتل أن يفلت من العدالة، فهناك عدالة السماء. كل من دعم النظام وبارك له هو مسؤول عن هذا الجرم الكبير. ما أبشع الحياة ذات الازدواجية في المعايير! كانت حياة الرئيس مثالية من حيث الغنى والفحش والممتلكات والأراضي، لكن السخرية القدرية جمعت على أن يجعل شعبه لاجئًا، ليصبح آخر اللاجئين، بينما عاد شعبه ليعيد إعمار أرض الحرية بعقول تحب الأرض وتريد أن تبني حياة جميلة لشعبها. وأخيرًا، رحمة الله على شهدائها، مئة مرة ومرة، والله يرحمهم ويصبر أهلهم، والله ينتقم منكم.